تتزايد حظوظ الحزب «الديمقراطي» لاستعادة سيطرته على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل، بعد أن كانت تعتبر قبل وقت قصير أمراً بعيد المنال، ويرجع الفضل في ذلك إلى الرئيس دونالد ترامب، ذلك أن أسلوبه في إدارة الولايات المتحدة يحفز «الديمقراطيين» ويزيدهم حماساً. وعلى رغم أنه لا يزال أمام انتخابات الكونجرس المزمع عقدها في 2018 زهاء عام ونصف العام، إلا أن «الديمقراطيين» متفائلون بشأن حصد 24 مقعداً، التي يحتاجونها لاستعادة السيطرة للمرة الأولى منذ ثمانية أعوام. ويتوقع «ديف وازرمان»، المحلل السياسي لدى «كوك ريبورت» للأبحاث، والمتخصص في انتخابات مجلس النواب، أن تكون احتمالات استعادة «الديمقراطيين» للمجلس بين 40 و50 في المئة. ويقول «رام إيمانويل»، عمدة شيكاغو، وهو مهندس آخِر انتصار للحزب «الديمقراطي» في انتخابات التجديد النصفي عام 2006 عندما كان عضواً في الكونجرس: «إذا لم يتم الدفع بمرشحين متميزين، فلن يستفيد الديمقراطيون بشكل كبير من هذه الموجة المواتية». ولم تتحدد بعد مؤهلات «الديمقراطيين» المتطلعين للترشح، بيد أن الكم هو السمة الغالبة. وقد أوضحت «كاثرين كلارك»، النائبة عن ولاية «ماساشوستس»، والتي تستقطب أعضاء لجنة الحملة «الديمقراطية» للكونجرس، «إن لديها عدداً كبيراً من الراغبين في الترشح، ويتقدم مرشحون جدد باستمرار». وينصب التركيز المبدئي على الدوائر الـ23 التي تم تقسيمها في 2016، ومعظمها في المناطق النائية، ومنها 7 في كاليفورنيا، التي لا يحظى فيها ترامب بشعبية كبيرة. وحتى الآن، أعلن عدد غير معتاد من أعضاء الحزب «الديمقراطي» نيتهم الترشح في الانتخابات المقبلة، ونسبة أقل من المعتاد من المرشحين الجدد لديهم مناصب بالانتخاب. وفي إحدى الدوائر النائية خارج فيلادلفيا، على سبيل المثال، يواجه المرشح «الجمهوري» الذي شغل المقعد لدورتين متواليتين «ريان كوستيلو»، مبتدئة سياسية «ديمقراطية» تُدعى «كريسي هولاهان». وهي خريجة جامعة «ستانفورد» و«معهد ماساشوستس للتكنولوجيا»، وعملت كنقيبة في سلاح الجو الأميركي، ثم مديرة تشغيل في شركة أجهزة رياضية، وناشطة تروّج للممارسات الملائمة في الشركات. وفي حين شاركت «هولاهان» في بعض الحملات الانتخابية، إلا أنها أكدت أنها لم تفكر أبداً في أن تترشح للمنصب، ولكن ذلك تغير عندما تم انتخاب ترامب رئيساً، وقد ساعدت في تنظيم عمليات نقل بالحافلات للمشاركات في مسيرة النساء التي أقيمت في 21 يناير الماضي بواشنطن. وفي ضواحي دينفر، يدفع «الديمقراطيون» بناشئ سياسي آخر هو «جيسون كرو»، الذي خدم في العراق وأفغانستان كجندي مظلات وجندي في الجيش، في مواجهة «مايك كوفين»، الذي تغلب على التحديات من المشرعين «الديمقراطيين» في ولايته خلال الانتخابات الثلاثة الأخيرة باستخدام بعض الأصوات «الديمقراطية» ضدهم. ويكاد لا يكون من المبالغة أن نتحدث عن الأهمية، النفسية أكثر من السياسية، للانتخابات الخاصة في 20 يونيو في جورجيا على مقعد الكونجرس، الذي شغر بعد تولي النائب «توم برايس» منصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية. وبالنسبة لـ«الجمهوريين»، سترسل خسارة مقعد جورجيا الذي يحتفظون به منذ 40 عاماً موجات صادمة. وبالطبع، سيظهر انتصار «الديمقراطيين» قوتهم في ذلك النوع من الدوائر التي يتوجب عليهم الفوز بها لاستعادة مجلس النواب. وهزيمة «الجمهوريين» ربما تنذر بمشكلات لعدد قليل من «الجمهوريين» في الولايات الجنوبية، مثل «جون كالبرتسون» من تكساس، وهو يميني يمثل دائرة «هيوستن»، ويميل إلى مبادئ المؤسسة الجمهورية أكثر من «حزب الشاي» الذي ينتمي إليه. وقد تشكل الحماسة التي يغذيها ترامب مشكلة بالنسبة لـ«الديمقراطيين»، مع وجود عدد كبير من المرشحين، ولاسيما أن هناك 7 مرشحين أعلنوا نيتهم الترشح على مقعد «كالبرتسون». وإذا ما أصروا جميعاً على الترشح، فسيتسبب ذلك في حملة تمهيدية مثيرة للانقسام ومجففة للموارد. وقد نوّهت «كلارك»، المسؤولة عن استقطاب المرشحين الديمقراطيين، إلى أن المخططين الاستراتيجيين في الحزب يحاولون إقناع بعض الساعين للترشح في بعض الأماكن بخوض المنافسة على المقاعد المحلية في الولاية، لتفادي الانقسامات في المنافسات على مقعد الكونجرس. ويزعم «الجمهوريون» أن «الديمقراطيين» ليست لديهم أجندة متماسكة غير معارضة ترامب. إلا أن الحماسة السلبية عادة ما تكون أيضاً ذات أهمية كبيرة في انتخابات التجديد النصفي، مثلما أظهر «الجمهوريون» في عامي 2010 و2014. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»